flash compugraphics

Segala sesuatu yang berhubungan dengan karya ilmiah

Minggu, 10 Agustus 2014

الأسرار البلاغية والتربوية في سورة العلق (دراسة تحليلية عن سورة العلق على ضوء علوم البلاغة والتربوية).



الفصل الأول : خلفية البحث

القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة التي لا يزيدها التقدم العملي إلا رسوخا في الإعجاز، أنزل الله على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصراط المستقيم، فكان صلوات الله وسلامه عليه يبلغه لصحابته – وهم عرب خلص – فيفهمونه بسليقتهم، وإذا التبس عليهم فهم آية من الآيات سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها(مناع خليل القطان، دس: 9)
وحرص الصحابة على تلقي القرآن الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه وفهمه، وكان ذلك شرفا لهم وحرصوا كذلك على العمل به والوقف عند أحكامه، واستمر الصحابة يتناقلون معاني القرآن وتفسير بعض آياته على تفاوت فيما بينهم، لتفاوت قدرتهم على الفهم، وتفاوت ملازمتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقل عنهم ذلك تلاميذهم من التابعين (مناع خليل القطان، دس: 11). ورأى العلماء، أن القرآن سمي بمعجزة عقلية، وهي أن الناس بعقلهم يتمكنون من فهم ما في القرآن من مضمونه مع أنهم لا يقدرون على اتيان مثال كالقرآن في جماله وروعة بيانه (جعفر أمير، 1985: 35).
وقال إسماعيل إبراهيم (دس:17) إن القرآن المجيد آخر الكتب السماوية أنزله رب العزة جل جلاله على خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت نزوله بكل من الدليلين العقلي والنقلي، أما الدليل العقلي فهو ما تضمنه هذا الكتاب من وجه الإعجاز الذي تحدى الإنسان والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عجزا مطلقا وما يتولى التحدى قائما إلى يوم القيامة.
والقرآن الكريم تحدى به النبي صلى الله عليه وسلم العرب، وقد عجزوا عن معارضته مع طول باعهم في الفصاحة والبلاغة, ومثل هذا لا يكون إلا معجزا:
1-   تحداهم بالقرآن كله في أسلوب عام يتناولهم ويتناول غيرهم من الإنس والجن تحديا يظهر على طاقتهم مجتمعين، بقوله تعالى: قل لئن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولوكان بعضهم لبعض ظهيرا (الاسراء: 88)
2-   ثم تحداهم بعشر سور منه في قوله تعالى: أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله ...( هود: 13-14)
3-   ثم تحداهم بسورة واحدة منه في قوله : أم يقولون افتراه، قل فأتوا بسورة مثله... (يونوس: 38) وكرر هذا التحدي في قوله (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ... (البقرة: 23) (مناع خليل القطان، دس: 259).
وأما الدليل النقلي فهو ما نقله إلينا علماء السلف الصالح الذين عاشوا في زمان النبي وعاصره، فقد ثبت بالتواتر الذي لا يرقى إليه شك أن القرآن كلام الله الذي كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ويوحى إليه به بمرأى ومسمع من عشيرة وصحابة المعاصرين واللازمين له، وكان النبي يأمر كتاب الوحي أن يسجلوا آياته فور نزولها على رقاع من العظم أو الجلد أو الجريد أو الحجارة وعلى كل ما كان ميسورا وصلاحا للكتابة عليه.
القرآن المجيد الذي اقتضت حكمة الله ألا يبقى في الوجود أثر ثابت للوحي الإلهي سواه، بعد أن اندثرت أو زالت أو احتلطت الكتب السموية السابقة بغيرها من العلوم التي وضعها البشر: هو منار الهداية, ومصدر الأنظمة الربانبة للحياة، وطريق معرفة الحلال والحرام، وينبوع الحكمة والحق والعدل ومعين الآداب والأخلاق التي لا بد منها لتصحيح مسيرة الناس، وتقوم السلوك الإنساني، قال الله تعالى: "ما فرطنا في الكتاب من شيء" (الأنعام: 28) وقال عز وجل أيضا: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" (النحل: 89).
وقد عرّفه علماء أصول الفقه، لا بسبب الجهل به أو عدم معرفة الناس به وإنما لضبط ما يتعبد به وما تجوز الصلاة به، وما لا تجوز ولتبين أحكام الشرع الإلهي من حلال وحرام، وما يصلح حجة في استنباط الأحكام, وما يكفر جاحد وما لا يكفر. فقالوا عنه: "القرآن هو كلام الله المعجز، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم باللفظ العربي، المكتوب في المصحف المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس (وهبة الزهيلي، دون سنة: 13).
فأما عدد السور في القرآن الكريم فمائة وأربع عشرة سورة، تتكون من السور المكية والمدنية. وأول سورة نزلت بمكة المكرمة هي سورة العلق. وهي تسمى بسورة القلم وسورة اقرأ مكية وهي عشر آية واثنتان وسبعون كلمة ومائتان وسبعون حرفا. الآيات الخمس الأولى من هذه السورة هي أول ما نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن.
اقرأ هو الأمر للقراءة، هو أول كلمة من الوحي الأول الذي استلمها النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الكلمة مهمة حتى كررت مرتين في تركيب الوقت الأول. إن هذا الأمر يهدي إلى من لا يستطيع أن يقرأ ولا يكتب قبل نزل القرآن بل هو ليس من ذكاء لقراءة الرسم إلى آخر حياته. ولكن هذا التعجب يزيل إذا وعي ما هو المعنى من لفظ "اقرأ" ويزيد وعيا أن هذا الأمر لا يهدى إلى النبي محمد فحسب لكن لكل الناس متى يكون تاريخ البشرية، لأن تطبيق ذلك الأمر مفتاح يهدى إلى سعادة الحياة الدنيا والآخرة (قريش شهاب، 2003: 167).
تضمنت هذه السورة ما يلي: الأمر لقراءة القرآن؛ خلق الإنسان من علق؛ جعل الله القلم آلة التعليم؛ الإنسان يطغى لأنه استغنى؛ ووعيد الله للكافرين الذين يعيقون المسلمين لامتثال أوامره.
بها أمر الله تعالى الإنسان للقراءة لعلهم يحصلون المعرفة لحياتهم في الدنيا والآخرة. فالتربية هي عملية توجيهية للحياة وتشكيل لطريقة معيشتنا. لأنها تتضمن التفاعل والتكيف بين الإنسان وبيئته. وتوجيه هذا التفاعل والتكيف في ضوء أهداف معينة حتى يحدث تغييرات مرغوب فيها في سلوك الأطفال. كما أنها العملية التي يكتسب بواسطتها الفرد المهارات التي تساعده على تعديل خبراته، وتعديل البيئة التي يعيش فيها. والتربية الإسلامية هي إرشاد يؤدي إلى الشخص ليكون نموا شديدا يناسب بشريعة الإسلام. وإذا اختصرت التربية الإسلامية هي الارشاد للشخص ليكون مسلما كاملا، أما النظرية التربية الإسلامية، فتستمد محتوها من المبادئ والقيم التي أتى بها الإسلام، والتي ترسم عددا من المفاهيم والإجراءات التي يرتبط بعضها ببعض في إيطار فكري واحد، ويؤدي تنفيذها إلى أن يسلك الإنسان سلوكا يتفق عقيدته .. وهذه العقيدة تتفق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها (عبد الوهاب، 1997: 11).
ومن الشرح السابق تطلع الإرادة في نفس الكاتب ليعرف دقة معجزة القرآن العظيم في سورة العلق من ناحية الأسرار البلاغية والتربوية في تلك السورة، تحت الموضوع: الأسرار البلاغية والتربوية في سورة العلق (دراسة تحليلية عن سورة العلق على ضوء علوم البلاغة والتربوية).

الفصل الثاني: الأسرار البلاغية في سورة العلق
وجد الكاتب المظاهر البلاغية كما يبدو بيانها فيما يلي:
1-          (اقرأ باسم ربك الذي خلق) كلام انشائي بنوعه طلبي وطريقته أمر "فعل أمر" والمعنى المراد هو المعنى الحقيقي الأمر. (اقرأ باسم ربك. ثم قال: اقرأ وربك الأكرم) الإطناب بتكرار الفعل لمزيد الاهتمام بشأن القراءة والعلم.
2-          (خلق الإنسان من علق) كلام خبري بالمسند إليه فاعل "هو" والمسند فعل "خلق" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي
3-          (اقرأ وربك الأكرم) كلام انشائي بنوعه طلبي وطريقته أمر "فعل أمر" والمعنى المراد هو المعنى الحقيقي للأمر.
4-          (الذي علم بالقلم) كلام خبري بالمسند إليه فاعل "هو" والمسند فعل "علّم" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي.
5-          (علم الإنسان ما لم يعلم) كلام خبري بالمسند إليه فاعل "هو" والمسند فعل "علّم" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي.
6-          (كلا إن الإنسان لا يطغى) كلام خبري بالمسند إليه الأول اسم إن "الإنسان" والمسند خبر إن "ليطغى" وغرضه فائدة الخبر وضربه خبر طلبي بأداة لام التوكيد.
7-          (أن رآه استغنى) كلام خبري بالمسند إليه فاعل "هو" والمسند فعل "رأى" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي.
8-          (إن إلى ربك الرجعى) كلام خبري بالمسند إليه اسم إن "الرجعى" والمسند خبر إن "إلى ربك" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي، والقصر أي يفيد تخصيص الرجعى إلى الله، ما حقه التأخير وهنا يكون المقصور عليه هو المقدم.
9-          (أرأيت الذي ينهى) كلام إنشائي بنوعه طلبي وطريقته استفهام بأداة الاستفهام "همزة" وهي همزة التصديق ومعنى استفهام هو إنكاري. والكناية (أرأيت الذي ينهى عبدا) كنى بالعبد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل: ينهاك تفخيما لشأنه وتعظيما لقدرته.
10-   (عبدا إذا صلى) كلام خبري بالمسند إليه مفعول "عبدا" والمسند فعل "صلى" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي.
11-   (أرأيت إن كان على الهدى) كلام إنشائي بنوعه طلبي وطريقته استفهام بأداة الاستفهام "همزة" وهي همزة التصديق ومعنى استفهام هو للتعجب من شأن النهي.
12-   (أو أمر بالتقوى) كلام خبري بالمسند إليه فاعل "هو" والمسند فعل "أمر" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي.
13-   (أرأيت إن كذب وتولى) كلام إنشائي بنوعه طلبي وطريقته استفهام بأداة الاستفهام "همزة" وهي همزة التصديق ومعنى استفهام للتعجب من شأن النهي.
14-   (ألم يعلم بأن الله يرى) كلام إنشائي بنوعه طلبي وطريقته استفهام بأداة الاستفهام "همزة" وهي همزة التصديق ومعنى استفهام هو إنكاري.
15-    (ناصية كاذبة خاطئة) المجاز العقلي أي كاذب صاحبها خاطىء فأسند الكذب إليها مجازا. مجاز عقلي فقد وصف الناصية بالكذب والخطأ والحقيقة صاحبها وذلك أبلغ من أن يضاف فيقال ناصية كاذبة خاطئة لأنها هي المحدث عنها.
16-   (فليدع ناديه) كلام إنشائي بنوعه طلبي وطريقته فعل المضارع بأداة لام الأمر "فليدع" والمعنى المراد هو الإرشاد. وفيها مجاز مرسل والمراد أهل النادي، فالنادي لا يدعى وإنما يدعى أهله فأطلق المحل وأريد الحال فالمجاز مرسل علاقته المحلية والنادي هو المجلس الذي ينتدي فيه القوم ولا يسمى المكان ناديا حتى يكون فيه أهله.
17-   (سندع الزبانية) كلام خبري بالمسند إليه فاعل "نحن" والمسند فعل "دعى" وغرضه لازم الفائدة وضربه خبر ابتدائي.
18-   (كلا لا تطعه واسجد واقترب) كلام إنشائي بنوعه طلبي وطريقته الفعل المضارع بأداة لا الناهية "لا تطعه" والمعنى المراد هو المعنى الحقيقي للنهي. واسجد واقترب كلام إنشائي بنوعه طلبي وطريقته فعل الأمر "واسجد واقترب" والمعنى المراد الإرشاد.
19-   الجناس النقص بين (خلق) و (علق).
20-   طباق السلب (علم الإنسان ما لم يعلم).
21-   (أريت الذي ينهى)؟ (أرأيت إن كان على الهدى)؟ الاستفهام للتعجيب من شأن النهي.
22-   السجع المرصع مثل (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق).

الفصل الرابع: القيم التربوية في سورة العلق
بعد ما عرف الكاتب تفاسير القرآن فوجد القيم التي تتعلق بالتربية الإسلامية وهي كلمة قرأ في الآية المذكورة حرفية هي جميع الحروف والكلمات وتركيب بعضها ببعض حتى تكون قراءة تمكن الفرد أن يقرأها. قال المراغى إن الآية المذكورة حرفية يمكن تفسيرها كما يلى كن قارئا بقدرة الله وإرادته الذي خلقكم وإن تكن لا تقدر عليها من قبل. وبجانب ذلك كانت الآية تضمن أيضا لأن يستحق الإنسان الإيمان يعنى الإتقان على قدرة الله وإرادته والوصية عن مصادر العلوم والمعارف، وفيها أمر الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالقراءة. وأما الموضوع المقروء فكان متنوعا منها الآيات الكتابية مثل سورة العلق المذكورة والآيات الكونية مثل الأشياء الموجودة في العالم مع جميع أحكامها العالمية وكل ما في نفس الإنسان. وإذا قرأت تلك الآية بمعنى أن تطالعها وتلاحظها وتقسمها وتفصلها وتقارنها وتحلّلها وتنتج منها فستحصل منها المعلومات والمعارف المتنوّعة وأما قراءة القرآن تحصل منها العلوم الدينية مثل الفقه والتوحيد والأخلاق وغيرها وأما قراءة آيات الله الموجودة في العالم تحصل منها العلوم مثل علم الطبيعة وعلم الأحياء وعلم كيمياء وعلم الفلك وعلم طبقات الأرض وعلم النبات وغيرها وأما قراءة ما في نفس الإنسان جسمية فتحصل منها العلوم مثل علم الطب وعلم البدن ومن حيث سلوكه تحصل منها العلم الاقتصادي والعلم السياسى والعلم الاجتماعي ومن حيث نفسه تحصل منها العلم النفسى. ولكون موضوع جميع العلوم المذكورة آيات الله فحقيقة أن العلوم جميعها ملك الله ولا بد من استعماله في عبادته ولا يكون الإنسان إلاّ موجدا عليها ومنتفعا عليها. وفي الانتفاع عليها لابد الاتجاه إلى معرفة الله والتقرب إليه وعبادته والحاصل إن الآية الأولى من سورة العلق ترتبط ارتباطا وثيقا بموضوعات التربية وأغراضها.
وعند الأصفحاني إن معنى كلمة العلق في الآية حرفية الدم الجامد وأما المراغي فقال تبيّن الآية بأن الله هو خالق الإنسان من علق إلى أن يكون أكرم المخلوقات ثم وهبه الله القدرة على معاملة ما في العالم ويحركه بقدرته حتى يصير خلقا كاملا يتسلط على العالم وما فيه من الأشياء. ويظهر الله قدرته حينما يعطى رسوله محمد القدرة على القراءة ولو بدون تعلمها من قبل. ومن هذا دلالة إن الآية تخبر عن أهمية فهم سلسلة الإنسان خلقية وما فيه من القوات التي يملكها.
وكما في الآية إن عملية خلق الإنسان تكون موافقة على البيان الذي حصله التحليل العلمى. والأهم هنا ليس بوجود الموافقة بين رسالة القرآن والمعارف بل وجود الوصية إلى أن يصدر الوع في نفس الإنسان أنه هو الخلق الذى خلقه الله وهو في الآخرة مسؤل عن جميع عمله، ويرجى من هذا الوعي يصدر منه الشعور بأنه  ساوى من الإنسان الآخر وحمل المسؤول والعبادة وقيام بالعمل الصالح.
وبعد ذلك إن كلمة خلقا آخر في تلك الآية تدل على أن الإنسان بجانب أن يملك العناصر الجسمية كغيره من المخلوقات يملك أيضا القوات الأخرى. قال قريش سحاب والمراد بقوة أخرى هى روح إلهي تنفخ في الجنين حينما كان عمره أربعة أشهر. وهذا الاندماج يعنى الاندماج بين العنصر الجسمى والروحى هو ما يسمى باسم الإنسان آخرا. ثم وهب الله الإنسان القوات الجسمية مثل قوة النظر والاستماع والشم والحسس والقوات الروحية مثل مثل الدافعية والغريزة والميل كالميل إلى الدين والمعاملة الاجتماعية واستحقاق المال والكرامة والمنـزلة والمعرفة والزوجة.
واتفق علماء التربية على أن الفهم الشامل عن الإنسان هو شيء هام في الإطار على ترميز عدة الحكمة المتعلقة برموز أغراض التربية وموادها وطرقها. ومن هذا نستطيع أن نرمز أغراض التربية على أن التربية هي المحاولة في توجيه الإنسان جسمية وروحية مع ما فيه من القوات موازنة حتى يصير إنسانا كاملا. ونرمز المادة التربوية على أنها لابد من أن تكون المواد الدراسية التي تنمى قواته الجسمية والروحية وتوجيهما وإرشادهما موازنة أيضا مثل أن تقام الدراسة الدينية لتوجيه موقف الإنسان الديني والدراسة الرياضية لتوجيه قوة العقل والدراسة التاريخية لتوجيه حياته الاجتماعية. وبوجد الفهم عن الإنسان نستطيع أيضا أن نرمز طريقة التربية على أنها لابد أن تنطلق من ميول الإنسان مثل ميل إلى قدوة الغير واستماع القصة والحرمة من الغير وغيرها. بناء على ذلك يمكن أن تقام طريقة التربية عن طريق إعطاء الأسوة الحسنة وقراءة القصة وإعطاء الحمد وغيرها.
ورأى المراغى إن تكرار كلمة اقرأ في تلك الآية يعتمد على أن القراءة لا تؤثر في النفس إلاّ بتكرارها وتعويدها كما في العادة. ومهما أمر الله لتكرار القراءة فأمر أيضا لتكرار ما قرأ، وبهذا التكرار تكون القراءة ملكا للقارئ. كما سبق البيان تضمن كلمة اقرأ المعنى الواسع مثل التعرف والتقسيم والموازنة والتحليل والاستنتاج والتحقيق. وعلى جهة الإجمال يرتبط كل مفهوم سابق بعملية اكتساب العلم وتنقيله، لذلك كانت هذه الآية ترتبط واثقا بطريقة التربية كما يوجد في طريقة اقرأ المستخدمة في عملية تعليم قراءة القرآن. وأما نسبة كلمة اقرأ إلى صفة الله يعنى كلمة أكرم كما فى الآية فهي تدل على أن الله يكرم من يرجو عطيته بكرامته الواسعة فيعطيه نعمته مثل القدرة على القراءة.
والقلم كما يقدمه الأصفحانى هو قطعة من شيء قاسى مثل خشب وظفر تستخدم خاصة للكتابة. وفي تفسير المراغى تبين الآية بأن الله هو الذى يجعل القلم وسيلة يستخدمها الإنسان فى فهم شيء كما يفهمه بلسانه. ثم قال إن القلم هو الآلة القاسية لا تكون فيه الحياة والفهم وكونه أن يستخدم لفهم شيء ليس مسألة صعبة عند الله فبواسطته يستطيع الإنسان فهم المسألة الصعبة. ولله القدرة أن يجعل الشخص من الإنسان قارئا جيدا يملك العلوم والمعارف حتى يصير إنسانا كاملا وفي التطور التالى كان فهم القلم لا يحدد على آلة الكتابة التي يستخدمها المجتمع التقليدى كما في المعاهد فحسب بل يشتمل على كل مفهوم يتعلق بآلة الحفظ والتسجيل وغيرهما وبهذه المناسبة يشتمل القلم على على آلة التصوير وآلة التسجيل وكومبيوتير وفيلم مصغر وشريط تلفزيونى وهذه الآلات كلها ترتبط بتكنولوجي تربوي.  
والآية السادسة إلى الآية الثالثة عشر من هذه السورة تبين صفات الإنسان السلبية وهي الطغى والاستغناء عن مساعدة الغير ونهى الغير عن القيام بالعمل الصالح مثل ما فعله أبو جهل على نبي محمد صلى الله عليه وسلّم حيث ينهى النبى عن قيام الصلاة والكذب والاعتراض عن الخير. وعلى هذا كانت الآية بيّنة من الآية قبلها يعنى الآية الأولى حتى الآية الخامسة التى تتعلق بعملية خلق الإنسان وبعبارة أخرى إذا كانت الآية الأولى حتى الآية الخامسة تحدث عن عملية خلق الإنسان فالآية السادسة حتى الآية الثالثة عشر تحدث عن صفات الإنسان وبخاصة صفاته السلبية.
والآية السابعة عشر حتى الآية التاسعة عشر تحدث عن قدرة الله وعذابه التي يأتيه على المجرمين وهو يعلم كل ما يعمله الإنسان حتى الذين يعملون الفاحشة سيعذبهم الله بواسطة الملائكة الجبانية. وعلى هذا ينبه الله الإنسان لأن يطيع أمره ويخضع إليه. وكذلك تبين الآية خلق المجرمين الذين يظهرون خلقهم كخلق الصالحين أحيانا.
ومن البيان السابق نستطيع أن نقتصر النتائج الآتية :
1)  إن سورة العلق تتضمن البيان عن سلسلة خلق الإنسان مع سائر صفاته السلبية وهذا البيان طبعا مساعدة جدا لإنفاذ ترميز أغراض التربية وموادها وطرقها، وبناء على ما تتضمنه هذه السورة لابد من اتجاه غرض التربية الإسلامية إلى أن يكون الإنسان يملك الوعى والمسؤولية فى كونه خلقا وينبغى عليه أن يعبد الله ويحمل مسؤولية عمله فى اليوم الآخر. لذلك تلزم تربية الإنسان باستخدام المنهج الشامل هو المنهج الذى لا يشتمل على المواد الدينية فحسب بل يشتمل على المواد الدراسية العامة أيضا لأنهما محتجان فى حياة الإنسان. ثم لكون الإنسان خلقا يكرمه الله ويملك الميول فلابد من إسناد طريقة التربية إلى صفاته الإنسانية واستخدام الطرق المناسبة بميلهم.
2)  تتضمن سورة العلق البيان عن قدرة الله حيث أن الله يقدر  على خلق الإنسان ويعطى نعمته وفضله مثل أن يعطى نبيه محمد القدرة على القراءة ولو بدون تعلمها من قبل. وتتضمن البيان عن صفات الله مثل كونه خبيرا بكل ما يعمله الإنسان وقديرا على تعذيبه بحسب عمله. وهذا البيان مساعدة فى ترميز غرض التربية وهو لأن يكون الإنسان يشعر على دوام بأنه مخلوق لابد عليه من طاعة الله والخضوع إليه.
3)   كانت الآية تتضمن البيان عن الأمر بالقراءة على نبي محمد صلى الله عليه وسلم فى معناها الواسع يعنى قراءة الآيات المكتوبة في القرآن الكريم أو ما يسمى بالآيات الكتابية والآيات الموجودة في العالم أو ما يسمى بالآيات الكونية. وهذا البيان يرتبط بأمر تطوير المعلومات والمعارف شاملة. أما قراءة الآيات المكتوبة في القرآن فتحصل على العلوم الدينية وأما قراءة الآيات الكونية فتحصل على العلوم الطبيعية وأما قراءة آيات الله الموجودة فى نفس الإنسان والبيئة الاجتماعية فتحصل على العلوم الاجتماعية. وبهذه الطريقة سيوجد التكامل بين العلوم الدينية والعلوم العامة وهما متوجهان إلى عبادة الله. وأخيرا يرتبط هذا البيان بطريقة التربية ومنهجها.
4)  إن سورة العلق تتضمن البيان عن أهمية الآلة في قيام النشاطات كأهمية استخدام القلم في تطوير المعلومات وحفظها، وفي هذه السورة لا يحدد القلم على آلة الكتابة التى يستخدمها الطلاب في المعاهد التقليدية بل يشتمل على أنواع الآلات تستطيع حفظ الأخبار وقبولها ونشرها سريعة وفعالية مثل كومبيوتر وفيلم مصغر وشريط تلفزيوني وغيرها.

الفصل الرابع: النتائج
بعد أن قام الكاتب ببحث سورة العلق في القرآن الكريم وتحليل آياتها المشتملة على المظاهر البلاغية والقيم التربية فتبلغ الكاتب إلى نتائج آتية.
إن المظاهر البلاغبة للآيات القرآنية في سورة العلق أهمها ما يلي: الأسرار البلاغية من ناحية البيان في سورة العلق أنها مجاز عقلي ومجاز مرسل. والأسرار البلاغية من ناحية علم المعاني فيها أنها خبر وإنشاء بطريقة استفهام وأمر ونهي، وإطناب. والأسرار البلاغية من ناحية علم البديع فيها أنها الجناس النقص و طباق السلب و السجع المرصع.
بناء على البيان السابق يصيح أن يقال أن سورة العلق تحدث عن الحالات الأساسية وهى الإله والإنسان والعالم واليوم الآخر. والسديدة في فهم هذه المسائل الأربعة تتوقف عليها السديدة في فهم المجالات الأخرى حتى المجال التربوى. إن أنواع مفهوم الدراسة الدينية والمعرفة والاقتصادية والاجتماعية والأحكام والثقافة وغيرها كلها ينطلق من مفهوم الإله والإنسان والعالم، وبهذا أن فهم هذه المسائل الثلاثة قد يوجد منذ زمان اليونانى القديم ولا ينتهى إلى يوم القيامة. وكفى هذا البيان إجابة على السؤال لماذا إن سورة العلق هى أول السورة المنزلة. ولابد من توجيه التربية إلى فهم المسائل الأربعة المذكورة ومنها أيضا أن يرمز غرض التربية ومنهجها وطريقتها ووسيلتها.